[size=25]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وعجلت إليك رب لترضى
الشوق إلى مناجاة الله تعالى دافع للعجلة إلى امتثال أمره، والاعتناء بالوفاء بعهده، والازدياد من الضراعة والابتهال إليه، رغبة في مغفرته وطلبا لمرضاته.
قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }.
قال أحد السلف في معنى الآية:" شوقا إليك، فستره بلفظ الرضى" المدارج 3/56.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:" رضى الرب في العجلة إلى أوامره"المدارج3/61.[/color]
وقال ابن القيم رحمه الله:" وظاهر الآية أن الحامل لموسى عليه السلام على العجلة هو طلب رضى ربه وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليه" نفسه.
ولذا احتج بعض السلف رضوان الله عليهم بالآية على أن الصلاة في أول وقتها أفضل.
والعجلة إلى الطاعات على مراتب:
أولها: السعي إلى الطاعة، قال تعالى: { َاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
في فتح القدير 5/319 :" قال عطاء: يعني الذهاب والمشي إلى الصلاة، وقال الفراء: المضي والسعي والذهاب في معنى واحد..وقيل : المراد : القصد، قال الحسن: والله ما هو سعي على الأقدام ولكنه قصد بالقلوب والنيات، وقيل : العمل".
ثانيها: وهي فوق الأولى مرتبة وحقيقتها: المسارعة، كما قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }.
والمعنى: " وبادروا وسابقوا إلى مغفرة من ربكم، يعني: ما يستر عليكم من رحمته.." تفسير الطبري 3/435.
وثالثها أعلى المراتب وهي: الفرار إلى الله جل وعلا، كما قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيرها: " أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه فرارَا لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن، والسرور والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلى الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه" تيسير الكريم الرحمان.
فاحرص أيها العبد على المسارعة والعجلة إلى الخيرات فإنها سبب لرضى رب الأرض والسماوات.
قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }.
وعليه نص العلماء على كراهية الإيثار بالقرب { أي : في الطاعات }، بل قيل : بحرمته لأنه مخالف لأمر الله تعالى بالمسارعة إلى طاعته.
قال ابن القيم رحمه الله :"تكلم الفقهاء في الإيثار بالقرب وقالوا : إنه مكروه أو حرام كمن يؤثر بالصف الأول غيره ويتأخر هو أو يؤثره بقربه من الإمام يوم الجمعة أو يؤثر غيره بالأذان والإقامة أو يؤثره بعلم يحرمه نفسه ويرفعه عليه فيفوز به دونه.
وتكلموا في إيثار عائشة رضي الله عنها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بدفنه عند رسول الله في حجرتها وأجابوا عنه بأن الميت ينقطع عمله بموته وبقربه فلا يتصور في حقه الإيثار بالقرب بعد الموت إذ لا تقرب في حق الميت وإنما هذا إيثار بمسكن شريف فاضل لمن هو أولى به منها فالإيثار به قربة إلى الله عز وجل للمؤثر والله أعلم" الدارج 2/298.
وقال النووي رحمه الله:" الإيثار مكروه في القرب، بخلاف الإيثار بحظوظ النفس فإنه محبوب" التبيان في آداب حملة القرآن51.
قال الناظم :
ويكره الإيثار شرعا بالقرب****أما سواها فهو فيه مستحب
ففي أمور الدنيا وفي****حظ النفوس حسنة غير خفي
قيل وفي كلام بعض العلما****ما يقتضي في قرب أن يحرما.
[/size]
وعجلت إليك رب لترضى
الشوق إلى مناجاة الله تعالى دافع للعجلة إلى امتثال أمره، والاعتناء بالوفاء بعهده، والازدياد من الضراعة والابتهال إليه، رغبة في مغفرته وطلبا لمرضاته.
قال تعالى على لسان موسى عليه السلام: { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى }.
قال أحد السلف في معنى الآية:" شوقا إليك، فستره بلفظ الرضى" المدارج 3/56.
وقال شيخ الإسلام رحمه الله:" رضى الرب في العجلة إلى أوامره"المدارج3/61.[/color]
وقال ابن القيم رحمه الله:" وظاهر الآية أن الحامل لموسى عليه السلام على العجلة هو طلب رضى ربه وأن رضاه في المبادرة إلى أوامره والعجلة إليه" نفسه.
ولذا احتج بعض السلف رضوان الله عليهم بالآية على أن الصلاة في أول وقتها أفضل.
والعجلة إلى الطاعات على مراتب:
أولها: السعي إلى الطاعة، قال تعالى: { َاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}.
في فتح القدير 5/319 :" قال عطاء: يعني الذهاب والمشي إلى الصلاة، وقال الفراء: المضي والسعي والذهاب في معنى واحد..وقيل : المراد : القصد، قال الحسن: والله ما هو سعي على الأقدام ولكنه قصد بالقلوب والنيات، وقيل : العمل".
ثانيها: وهي فوق الأولى مرتبة وحقيقتها: المسارعة، كما قال تعالى: {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ }.
والمعنى: " وبادروا وسابقوا إلى مغفرة من ربكم، يعني: ما يستر عليكم من رحمته.." تفسير الطبري 3/435.
وثالثها أعلى المراتب وهي: الفرار إلى الله جل وعلا، كما قال تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }
قال العلامة السعدي رحمه الله في تفسيرها: " أي: الفرار مما يكرهه الله ظاهرًا وباطنًا، إلى ما يحبه ظاهرًا وباطنًا، فرار من الجهل إلى العلم، ومن الكفر إلى الإيمان، ومن المعصية إلى الطاعة، و من الغفلة إلى ذكر الله فمن استكمل هذه الأمور، فقد استكمل الدين كله وقد زال عنه المرهوب، وحصل له نهاية المراد والمطلوب.
وسمى الله الرجوع إليه فرارَا لأن في الرجوع لغيره أنواع المخاوف والمكاره، وفي الرجوع إليه أنواع المحاب والأمن، والسرور والسعادة والفوز، فيفر العبد من قضائه وقدره إلى قضائه وقدره، وكل من خفت منه فررت منه إلى الله تعالى، فإنه بحسب الخوف منه، يكون الفرار إليه" تيسير الكريم الرحمان.
فاحرص أيها العبد على المسارعة والعجلة إلى الخيرات فإنها سبب لرضى رب الأرض والسماوات.
قال تعالى: {سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }.
وعليه نص العلماء على كراهية الإيثار بالقرب { أي : في الطاعات }، بل قيل : بحرمته لأنه مخالف لأمر الله تعالى بالمسارعة إلى طاعته.
قال ابن القيم رحمه الله :"تكلم الفقهاء في الإيثار بالقرب وقالوا : إنه مكروه أو حرام كمن يؤثر بالصف الأول غيره ويتأخر هو أو يؤثره بقربه من الإمام يوم الجمعة أو يؤثر غيره بالأذان والإقامة أو يؤثره بعلم يحرمه نفسه ويرفعه عليه فيفوز به دونه.
وتكلموا في إيثار عائشة رضي الله عنها لعمر بن الخطاب رضي الله عنه بدفنه عند رسول الله في حجرتها وأجابوا عنه بأن الميت ينقطع عمله بموته وبقربه فلا يتصور في حقه الإيثار بالقرب بعد الموت إذ لا تقرب في حق الميت وإنما هذا إيثار بمسكن شريف فاضل لمن هو أولى به منها فالإيثار به قربة إلى الله عز وجل للمؤثر والله أعلم" الدارج 2/298.
وقال النووي رحمه الله:" الإيثار مكروه في القرب، بخلاف الإيثار بحظوظ النفس فإنه محبوب" التبيان في آداب حملة القرآن51.
قال الناظم :
ويكره الإيثار شرعا بالقرب****أما سواها فهو فيه مستحب
ففي أمور الدنيا وفي****حظ النفوس حسنة غير خفي
قيل وفي كلام بعض العلما****ما يقتضي في قرب أن يحرما.
[/size]